لا شك أن منطق المال والأعمال ألغى جميع القوانين وأسقط جميع الأعراف وقام بغزو جميع المجالات والميادين مستعيرا في هيمنته وحشية المغول و التتار. فأصبح الجميع يبرر أفعاله ومواقفه بمنطق السوق والمنافسة الحرة الشرسة
في أدبيات اقتصاد الفكر الكلاسيكي، تم التنظير للاقتصاد الحر المبني على المنافسة الحرة ورفع يد الدولة عن جميع القطاعات الاقتصادية و اكتفائها بدور المراقب والضامن لتكريس و إنزال مبادئ اقتصـــــــــاد السوق. (حسب آدم سميث واد ﭬيد ريكاردو) من أجل خلق حركة اقتصادية ، تنوع الفاعلين الاقتصاديين وبالتالي خلق الثروة
نجح اقتصاد السوق في إسقاط جميع منافسيه من اشتراكية و شيوعية والتغلغل في جميع البقاع والأصداع، باستثناء بلدان محسوبة على يد الأصابع ( بلدان الممانعة) والتي أصبحت مهمشة ومتروية على حدودها الضيقة. أعطت إنجازات التكنولوجيا غير مسبوقة نفسا آخر لاقتصاد السوق فأصبح الكل يتحدث عن الشمولية واعتبر العالم قرية صغيرة ينبض تحت سيطرة شركات عملاقة متعددة الجنسيات تحتكر و تقود العالم وتحدد رؤية مستقبلية. مقابل غياب الفاعلين الآخرين فأضحى المواطن مواطنا عالميا يعرف بالكائن الاقتصادي فسقط منطق الدولة القطرية لصالح التكتلات الجهوية لمجابهة المنافسة الشرسة على الأسواق
لم نعد قادرين على الفصل بين كل ما هو اجتماعي، اقتصادي، سياسي، ثقافي……فأصبح الكل يرقص و يترنح في خدمة الاقتصادي. فحتى العلاقات الإنسانية العفوية أضحت في خدمة منطق المصلحة و مبدأ “أعطي وخد”. تفككت الأسرة وصار جميع مكوناتها يجاهد ويكابد لضمان دخلها المادي الذي يكرس استمراريتها و كرامتها. فسيد العائلة هو ممولها ومصدر قوتها اليومي وليس هناك أي مراعاة لأب يمثل المثل العليا و المحافظ على أخلاق الفضيلة وثابت صلاح العائلة. الهدف عند معظم الناس هو الوصول للهدف (غالبا ما يكون ماديا) بغض النظر عن السبل المتبعة لتحقيقه. غيب المضمون واستعبد الشكل والمظهر
كل من يؤمن بالمثل فهو رجعي و يحتاج لمرونة، و كل من يتبع أساليب اقتصاد السوق فهو ناجح و قدوة. نمت الأنانية و حب الذات وانهارت روح الجماعة و التضحية وحب الوطن
فهل كانت هذه حقا هي مقاصد رواد فكر اقتصاد السوق من قبيل آدم سميث واد ﭬيد ريكاردو، أم تّم التحايل على ماهيتها و تم بذلك التأسيس لاقتصاد السوء تسوده الرذيلة و الفحشاء و جميع أنواع الطمع و الجشع و الأنانية
2 Comments
راه اول من حارب الليبرالية الراسمالية المتوحشة كان الانبياء و الرسل و اول من حارب الانبياء و الرسل كانو اسياد القوم و القبيلة و ساداتها و كانو يملكون كل شي فالقصة تعاود نفسها تحت مسميات جديدة كا شيغيفارا و غيره
نعم. دوورة التاريخ