عن عملية صناعة القدوة في الوطن العربي
April 5, 2019
الهشاشة في خدمةِ الحاكم
عن ظاهرة تدفق المهاجرين الأفارقة على الحدود الأوربية
April 5, 2019

في أفق تبني رؤية استشرافية عقلانية لنكبة العرب والمسلمين

في معضلةِ البحث عن حبِّ الناس

في معضلةِ البحث عن حبِّ الناس

مع حلول ذكرى نكبة فلسطين من كل سنة نستفيق من سبات كبواتنا و تتجدد الحياة بدمائنا بوجود مضغة أصيلة و يقظة داخل الجسم العربي المتآكل بفعل أمراض مزمنة لازمته منذ عقود و أجهزت على مناعته
كلنا نعرف و نعي أن القضية الفلسطينية تمثل نكبة العرب والمسلمين وتجسد نبض الأمة والجبهة الأولى للدفاع عن كيانها المتلاشي. مرت القضية الفلسطينية بأحداث مفصلية عديدة وتأثرت بما يقع من أحداث دولية ولازالت. كلنا نعرف أنها عانت بداية من حالة الضعف و الهوان التي كانت تحياها الدول الإسلامية جراء الضعف الداخلي و خطط الدول الامبريالية التي تكالبت على بلقنتها و نهب خيراتها و استدامة إضعافها
تفنن الصهاينة في عمليات الترهيب و الترحال و الفتك و الاغتيالات و استباحوا كل ما هو غير مباح من اجل فرض سياسة الأمر الواقع وجعل خطة مؤتمر صهيون مشروعا حقيقيا لا مرية فيه. كل هذا لم ينل من عزيمة المواطن الفلسطيني الأصيل المؤمن بقضيته و حقه في وطنه وأرضه
يسكن وجدان المواطن الفلسطيني إيمانا قويا بالنصر يتغذى منه كل المسلمين في بقاع العالم وينهل منه كل مدافع عن كرامة الإنسان و حقه في الوجود. هذا الإيمان لم يفتر رغم تأثر القضية بما يقع داخل وبين الدول العربية من صراعات و خلافات وخيانة أبناء الوطن أنفسهم ومتاجرة دول إسلامية عديدة بالقضية الفلسطينية من أجل مصالح خاصة، بل بالعكس فالقضية ما فتئت تتخد أبعادا وأشكال مقاومة وممانعة متجددة و تقدم دائما الدروس والحكم التي يقتات منها كل مسلم حر. ومنها نركز على ما يلي
– يتحدد مستقبل الأمة الإسلامية ويتشكل بخيار المقاومة الذي يؤسس لرؤية المستقبل والذي يتمثل فـي المقاومة السياسية والثقافية و الاقتصادية
– القضية الفلسطينية هي مسألة وجود كيان أمة بأكملها و ليست خاصة بالشعب الفلسطيني لوحده، إذ تقف القضية بمثابة النواة الصلبة للحمة الجسم الإسلامي واجتماعه على كلمة واحدة خــصوصا فـــي زمـــن التكتلات الدولية
– وجوب تجاوز الحالة النفسية المنكسرة بجعل المستقبل وسبل النصر عناصر المفكر فيه داخل الوعـــي العربي عوض الانكباب على الماضي ونوائبه
– التزام الفكر العقلاني لدراستنا للقضية و تجنب العاطفة و الانحصار في أحضانها. فالعدو الصهيونــــي يعمل على تقويض هوية كل ما هو فلسطيني ويعمل على إعادة بناء المفاهيم بالكيفية التي تخدم أطماعـه الخبيثة، من هنا يتضح حجم العمل و الجهاد الفعلي و الفوري الواجب التأسيس له
– سياسة الحوار والجهود الدبلوماسية لوحدها غير فعالة خصوصا في وجه جبروت عدو يمارس كل أنواع الإجرام و لا يقيم للقيم الإنسانية وقارا
– العدو الصهيوني رغم انتصاراته على الأرض يعاني من عقدة نفسية جراء إحساسه بالغربة و العزلــــة
على مدى تواجده وكل محاولة تطبيع إنما تخفف من تبعات هذه العقدة
– انكباب كل دولة على مصالحها الخاصة و اعتبار القضــــــــية الفلسطينية بالثانوية إنما هو هروب عـــن مواجهة العدو الصهيوني الذي يأتي على الأخضر واليابس و لا يزيد الدول الإسلامية إلا ضعفا و بلقنــة
يعرف العالم الإسلامي تحولا ديمغرافيا مهما وجب مسايرته بتبني مقاربة جديدة يرفع مشعلها الأجيال الجديدة التي لا تعاني نفسيا تحت وطأة الذاكرة الانهزامية التي لازمت الآباء والأجداد وحدَت من سقف طموحاتهم. نتوق إلى التطلع إلى المستقبل و مواجهة تحدياته بدل الهروب إلى الماضي والانكماش في براثنه

تم نشر المقالة صحيفة رأي اليوم بتاريخ 28 ماي 2018 في أفق تبني رؤية استشرافية عقلانية لنكبة العرب والمسلمين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *