البساطة كأسلوب حياة

نتوق إلى عيش حياة كريمة، هادئة وممتلئة بالانجازات المادية والمعنوية. كل على حدة يرى ويتبع أسلوب العيش الذي يلائمه ويقوم بتحيينه مع تراكم التجارب والمعرفة. فتبقى البساطة كلمة ذات حمولة ثقيلة ومعنى يكيف حسب قناعات كل شخص منا
فكلمة بساطة هي مصدر فعل بَسُط بمعنى سهل وخلا من التعقيد. فالشيء البسيط هو الشيء السهل الغير مركب. كما أننا بعمل بسيط ، نعني الأمر السهل، الهين الغير معقد. وبتعبير بساطة خـلقية نعني سلاسة الطبع وببساطة الأسلوب نعني سهولته ووضوحه

لا نعني بتاتا بالبساطة السذاجة أو قلة الذكاء وإنما نتحدث عن البساطة كأسلوب حياة يجد الشخص فيه راحته النفسية و المعنوية. فهي بذلك تمثل واقعا معاشا يتم بلوغه بعد مسار طويل من عملية التبسيط. فالذوق البسيط يكتسب بعد المعرفة العميقة لجميع الأذواق. كما أن الأسلوب البسيط في الكتابة هو أحسن الأساليب فعالية و أصعبها اكتسابا وتطويرا إذ لا يتأتى ذلك إلا بعد الإدمان على القراءة وجعل الكتابة ممارسة يومية. الإنسان البسيط هو سهل التعامل وسلس لما يتمتع به من لباقة، أدب، تجربة، حكمة وذكاء وليس الإنسان الفقير. البساطة تختلف كليا عن تواضع المستوى أو انحطاطه بل تأتي في قمة المعاني. إذ تعكس قمة الذكاء، التواضع،اللباقة في التعامل والتواصل، الوعي والترفع

كما أن أحسن النظم التعليمية هي التي تتمتع بالبساطة و التدرج في تلقين المعرفة الشيء الذي يفتقده نظامنا التعليمي حاليا الذي يبقى عقيما ومتقادما. البساطة تقود إلى اكتساب وترسيخ المعلومة والبحث عن المزيد بينما يؤدي التعقيد إلى الغموض والنفور إذ يضع العراقيل نحو الاستيعاب و الفهم منذ البداية

البساطة هي أداة للتعمق وسبر أغوار المعاني واكتشاف أسرارها سواء على المستوى النظري أو العملي. مع البساطة يتعايش الوضوح، انشراح الصدر ووضوح الرؤية و الابعاد وتنصهر كل المعوقات والشوائب
الأسلوب البسيط مطلوب في جميع الحالات غير أن اكتسابه لا يتم إلا بعد معاناة وجهد جهيد ولا يبث بأي صلة للافتقار إلى الشيء ولا يعبر عن العدمية